مقالات

زيتوت: أطراف عربية ودولية تستخدم القاعدة وتضخمها لإجهاض الربيع العربي

زيتوت: أطراف عربية ودولية تستخدم القاعدة وتضخمها لإجهاض الربيع العربي لندن ـ خدمة قدس برس ـ حذر العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت من أن ما أسماه بـ “التضخيم” المتعمد لخطر القاعدة في دول المغرب العربي، مقصود في حد ذاته خدمة لأهداف “الثورات المضادة” للربيع العربي، ووسيلة لبسط القوى الدولية المهيمنة […]

زيتوت: أطراف عربية ودولية تستخدم القاعدة وتضخمها لإجهاض الربيع العربي

لندن ـ خدمة قدس برس ـ حذر العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت من أن ما أسماه بـ “التضخيم” المتعمد لخطر القاعدة في دول المغرب العربي، مقصود في حد ذاته خدمة لأهداف “الثورات المضادة” للربيع العربي، ووسيلة لبسط القوى الدولية المهيمنة يدها على حكومات دول الربيع العربي بما يفرغ الثورة من أي معنى حقيقي على أرض الواقع.

واتهم زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” النظام في كل من الجزائر والسعودية والإمارات بمناهضة ثورات الشعوب العربية من أجل الحرية والكرامة، وقال: “هنالك تضخيم كبير في المدة الأخيرة لمسألة القاعدة في دول المغرب الإسلامي، وهذا تضخيم مقصود، فالنظام الجزائري مثلا بنى كل شرعيته الداخلية والخارجية على ما يسميه بمكافحة الإرهاب، وهو لا يملك شيئا يبيعه للغرب ويفرض به سيطرته على الداخل إلا بضاعة مكافحة الإرهاب هذه، وقد ساعده في تأكيد ذلك أحداث 11 من أيلول (سبتمبر)”.

وأضاف: “النظام الجزائري يستخدم منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ما أسميه بـ “نظرية العنف المطلوب أو المحدود”، فهو يحتاج إلى حد معين من العنف يرفعه ويخفضه حسب الأوضاع المحيطة، وفي الآونة الأخيرة عاد لإحياء هذه النظرية بقوة، وتم تحويل الأنظار إلى شمال مالي وجنوب الصحراء الشاسعة التي لا يكاد يعرف أحد فيها من يقاتل من ولماذا؟ صحيح أن هناك جماعات إسلامية بعضها متشدد حقيقة وبعضها جزء من العمل المخابراتي، لكن هناك تضخيم كبير لهذا الأمر لحاجة الحكم في الجزائر والقوى العالمية المهيمنة إلى هذا التخويف من الإرهاب في هذه المرحلة تحديدا بهدف احتواء الثورات التي حدثت والتخويف من الثورات التي هي على الأبواب”.

ورأى زيتوت أن ظاهرة التخويف من إرهاب القاعدة هي جزء من أدوات الحكومات المستبدة، لكنه استبعد أن تكون الحكومة التونسية الجديدة جزءا من هذه القوى، وقال: “كثيرون ممن هم في السلطة في دول المغرب العربي بما في ذلك تونس، يخوفون الشعوب من العنف وهو تخويف يعتقدون أنه سيخدمهم في الداخل لفرض الأمن كما يخدمهم في الخارج لجلب الدعم الغربي عامة والأمريكي خصوصا، وفي تونس هناك بعض القوى التي تريد تخويف التونسيين من الخطر الإرهابي والسلفي، لكنني لا أعتقد أن الحكومة التونسية متورطة في ذلك، لأن تبعات هذا الخيار خطيرة عليها، ذلك أن السياحة ركن أساسي من أركان الاقتصاد التونسي والتخويف من القاعدة ضرب للاقتصاد، كما أن الحكومة الحالية مرجعيتها الفكرية إسلامية، وإدانتها للإرهاب في النهاية ستكون إدانة للإسلام، لذلك لن تكون جزءا من هذا التضخيم”.

وأضاف: “لكن ما لا تقوله الحكومة التونسية لاعتبارات سياسية إقليمية ودولية، هو أن الأنظمة المستبدة والفاسدة في الجزائر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تدعم الثورة المضادة باسم الحداثة والعلمانية طورا وباسم السلفية والتشدد الإسلامي طورا آخر لإجهاض ثورات الربيع العربي التي يمثل نجاحها هدما لهذه الأنظمة. للأسف الشديد الحكومة التونسية ضعيفة ولا تستطيع أن تقول هذه الحقيقة بالرغم من تضررها الشديد من ذلك”.

على صعيد آخر؛ أكد زيتوت أن إعلان الإدارة الأمريكية عن إرسال عناصر جديدة من قوات “المارينز” إلى سفاراتها في بعض الدول العربية ليس جديدا، وقال: “المارينز الأمريكي موجود في كل السفارات الأمريكية في الدول العربية دون استثناء، والجديد في الآونة الأخيرة هو أن الإدارة الأمريكية قررت زيادة عدد هؤلاء ليس إلا، والحقيقة أن هذه الاجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة ما تسميه خطر القاعدة، هو مدخل أمني للضغط على الحكومات العربية الجديدة لتكبيلها وتطويعها بحيث يكون التغيير الثوري الذي جاء بهذه الحكومات تغييرا شكليا لا غير، ذلك أن واشنطن ترى أن هذه الحكومات التي تستمد شرعيتها من الشعوب أصلا لا بد من تطويعها لتكون خاضعة لها، وليس هنالك أفضل من مدخل مقاومة الإرهاب لاخضاع هذه الحكومات”.

ووصف زيتوت الانتفاضات الشعبية العربية الغاضبة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنها دليل حيوية، وقال: “وإن كنت أدين العنف فيها ولا أقره، فبالتأكيد لا يمكن إلا الإشادة بروح الحيوية التي أبدتها الشعوب العربية والإسلامية في التصدي للإساءة التي مست رسول الرحمة عليه أفضل الصلاة والسلام، فهذه انتفاضات مباركة من دون شك، تعبر عن مكانة الدين الإسلامي ورموزه لدى الأمة، وللأسف الشديد من الحكومات الغربية من تريد أن تستغل العنف الذي ميز بعضها لإضعاف الحكومات في دول الربيع العربي حتى تبقى خاضعة لنفوذها”، على حد تعبيره.

الاثنين 17 أيلول (سبتمبر) 2012