أسئلة متكررة

رشاد واهدافها

1. من هي حركة رشاد؟
حركة “رشاد” حركة جزائرية بادر إلى إنشائها والدعوة لها مجموعة من الجزائريين الذين عُرفوا بمعارضتهم المبدئية لنظام الحكم الذي تمخض عن انقلاب 11 يناير 1992 كمستقلين أو منضوين تحت أطر أخرى. ذلك أنه وبعد سنين عديدة من المعارضة تبين لهؤلاء أن يجتمعوا داخل حركة تكون بمثابة المحرك والمؤطر والمشجّع للجزائريين الذين يؤمنون بالتغيير الشامل في الجزائر، على اختلاف مشاربهم.
2. إلى ما تهدف حركة رشاد؟
تسعى حركة “رشاد” إلى تغيير جوهري شامل في الجزائر، تغيير ينهي استبداد الحكم وطبائعه ينتج عنه إرساء دعائم حكم راشد يعيد للشعب عزته وأمانه وللوطن حرمته وسلامته وللإنسان – قبل ذلك – حريته وكرامته. ومن ثمّة فلا معنى للكلام عن أي إصلاح سياسي، أو نمو اقتصادي، أو بعث حضاري، ما لم تحل المسألة الأساسية وهي شرعية الحكام والمؤسسات التي تتولى تسيير البلاد وكذا الآليات التي تجعل حقيقة من المواطن مصدرا للشرعية ومراقبا للحكام وحاميا لدستور البلاد ومقوماتها.
3. ميثاق رشاد عبارة عن وثيقة مليئة بعبارات تقنية عن الحكم الصالح أو الحكم الراشد. ألا تركبون هذه الموضة مثل الذين ركبوا الاشتراكية في الستينيات والسبعينيات؟
الحكم الراشد ليس موضة جديدة بل هو مفهوم متجذر في تاريخنا وحضارتنا وهو مفهوم مبدئي وعملي يتبنى مفاهيم سياسية كالنزاهة والكفاءة والشفافية في تسيير الشؤون العامة، وهو بالنسبة لنا أداة لتفعيل الطاقات الكامنة الهائلة المعطلة من طرف نظام فاشل ومفسد ومستبد.

هيكلة وتمويل رشاد

4. هل يمكن أن تعطونا فكرة عن هياكل الحركة في الداخل والخارج؟
هناك قيادة جماعية، سواء على مستوى الأمانة، الجهاز التنفيذي للحركة، أو المجلس الوطني الذي يراقب نشاطات الأمانة و يقرر توجهاتها العامة خلال عهدتها الممتدة بين مؤتمرين. كما يخضع التسيير لقانون أساسي و نظام داخلي.
حركة رشاد متواجدة بمكاتبها المحلية داخل البلاد و خارجها سعيا منها لتأطير نشاطات مناضليها والمتعاطفين معها في مناطقهم.
هيئات الحركة منتخبة – على قدر الإمكان – من طرف مناضليها و تُسَيَّرفي كافة الأحوال بطريقة ديمقراطية.
5. كل وجوهكم البارزة تقيم في الخارج منذ سنوات طويلة. فكيف تستطيعون فهم الداخل لتغييره؟
إنّ جزءا كبيرا من أعضاء ‘رشاد’ يقيمون في الجزائر وكثير منهم لم يغادرها أبدا، كما أنّ جزءا آخر يقيم في الخارج وهؤلاء يرتبطون بالجزائر بالتواصل الدائم. إن من أهم التطورات الحاصلة في بداية هذا القرن هو ثورة الاتصالات، لقد أصبح العالم قرية صغيرة، حيث يمكن، على سبيل المثال،للكثير من المقيمين في الخارج أن يقرأوا الصحف عبر الإنترنيت قبل أن يقرأها المقيمون في الجزائر.
لقد بلغ التقاطع والتداخل بين ما هو عالمي ومحلي حدا يكاد يتطابق فيه المكان مع بعضه بعضا.
6. من أين تأتون بالأموال لتمويل نشاط الحركة؟
لحد الآن، يأتي كل التمويل من تبرعات الأعضاء، وبعض المتعاطفين مع مبادئها وأهدافها، وهي عبارة عن اشتراكات أو دعم فردي، فكل عضو في الحركة يقوم بتمويل نشاطه ذاتيا في أغلب الأحيان. وعلى كل، فإنّ أغلى جهد يقدمه أعضاؤنا هو جهد الوقت والنصح والتضحية، وهو أهم في أعيننا، لأننا نعلم أنّ أهم رأس مال هو العنصر البشري. وعندما يتوسع نشاط الحركة فإنّ اشتراكات الأعضاء تصبح إلزامية ومتناسبة مع دخل كل عضو، كما أننا ندعو الجزائريين والجزائريات، في الداخل والخارج، الذين يؤمنون بأهداف الحركة ومبادئها إلى دعم الحركة بالمال والجهد والوقت، كل حسب طاقته.
إنّ القضية قضية شعب كامل، ليست قضية أفراد.المؤكد أننا لن نقبل أي دعم مادي من أيّ جهة خارجية، أي كانت ومهما كانت الأسباب والمبررات.
إنّ التزام الشفافية والعلانية في كل ما يتعلق بحركة رشاد هو مبدأ أساسي لن نحيد عنه.
7. لماذا لا نرى في عضوية الحركة عناصر نسوية؟ هل تعتقدون أنّ النساء لا يصلحن لإدارة أو قيادة حركة؟
قناعتنا أن الشأن العام هو شأن الذكر مثل الأنثى، وفي عضوية الحركة كثير من النساء الفاضلات، بما فيهن داخل المجلس الوطني للحركة، ولكن الكثير من الأخوات لا يفضلن الظهور العلني في الظروف الحالية، والحركة تتفهم وتستجيب لذلك.
8. أعجبتني مبادئ الحركة وأريد أن أنضم إليكم. ماذا أفعل؟
يتم ذلك بالاتصال بأحد أعضاء الحركة مباشرة وملء الاستمارة. وتوجد على موقع حركة رشاد استمارة لهذا الغرض.

رشاد والتغيير في الجزائر

9. هل 'رشاد' حركة مقاومة مسلحة؟
حركة “رشاد” حركة مقاومة، غير أنها لا تستخدم العنف في عملية التغيير، فهي تتبنى طرقا لاعنفية كالوقفات الإحتجاجية، والمظاهرات السلمية….إلخ.
مبدأ رشاد أنه لا مبرر لاستعمال قوة السلاح لتغيير الوضع السياسي الحالي في الجزائر سواءً من حيث المبدأ أو من حيث الفاعلية والواقعية .
10. لماذا حركة تغييرية الآن؟
لأنه رغم ادعاء النظام أن الأمور جيدة والبلد مستقر، فإنّ الواقع يكذب ذلك وينبئ أن الجزائر في خطر. فمؤسساتها السياسية والتشريعية معطلة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية مستعملة لقمع الشعب عوض ضمان أمنه وسلامة وطنه، واقتصاد البلاد يبدَد ويخرَب بفعل سوء التدبير والرشوة والاختلاس المؤسس. ومع حجم الصراعات الدولية والجهوية المقترنة بسلطة فاقدة للشرعية والمشروعية، أصبحت الجزائر مهددة حتى في وحدتها وسيادتها.
إن انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم خطر في حد ذاته، ويتنافي مع أي ازدهار علمي أو اقتصادي أو حضاري، بل يجعل البلد عرضة للتمزيق. ولا يمكن تغيير هذا الوضع إلا إذا تحرّك بكل حزم وجد ومسؤولية الخيرون من أبناء الجزائر، ومن ثم فإن حركة “رشاد” هي محاولة لوضع حد للاستبداد والفساد الذي دمر البلاد وأهلك العباد، تلي ذلك عملية بناء دولة الحق والقانون التي ترسي دعائم مجتمع عادل وحر وراشد.
11. لماذا تعتقدون، في حركة 'رشاد'، أنّ الشعب الجزائري يريد تغيير هذا النظام؟
لأننا جزائريون، نشعر بنبض الشارع، نشعر بآمال الشعب وطموحاته، نتألم لما يصيبه، ولما وصل إليه وضع الأغلبية العظمى من المواطنين. إنّ الأخبار تتحدث يوميا عن احتجاجات وانتفاضات تقع في المدن والقرى الجزائرية، وينتفض الناس يوميا لهذا السبب أو ذاك، يغلقون الطرقات، يهاجمون رموز الحكم من شرطة وعسكر وإدارة و”منتخبين”، ويحرقون البنايات والمقرات الحكومية… ومحاولات الناس هذه، على الرغم من أنها تُقمع في غالب الأحيان قمعا عنيفا، هي مؤشر على الأمل في تغيير مأساوية الواقع. ثم إنّ الشعب الجزائري الذي خضع لاستعمار استيطاني مدمر دام أزيد من 130 عاما لم يفقد الأمل يوما في التغيير، وكانت انتفاضاته المحلية، التي توزعت على عشرات السنين، مؤشرا على الانتفاضة العظمى التي تمثلت في ثورة نوفمبر 1954 فتغير الواقع الإستدماري .
إنّ مستقرئ الواقع والتاريخ يرى يقينا أنّ انتفاضة الشعب الجزائري التي ستنهي الاستبداد والفساد قد لاحت في الأفق.
12. عندما تتحدثون عن انتفاضة واحتجاجات لاعنفية هل تستطيعون أن تتحكموا في المنتفضين وأنتم تعلمون 'حرارة' الجزائريين وثوريتهم؟
أعضاء رشاد يلتزمون بالطرق اللاعنفية، ويجتهدون في توعية وتكوين الجماهير على ممارسة طرق التغيير اللاعنيفة، يحركهم الوعي بعظم المسؤولية، ويعملون دائما من أجل أن لا يكون التغيير، الذي أصبح حتمية وجودية، مغامرة أو مقامرة، بل فتحا ونصرا للجزائر والجزائريين على اختلاف مشاربهم.
13. لماذا لا تتبني حركة 'رشاد' طريق الانتخابات الديمقراطية في التغيير؟
لم يعد ذلك ممكنا، بل إنّ طريق الانتخابات لم يكن يوما ممكنا، إذا استثنينا سنتي 1989-1991. إنّ انتخابات 1991 البرلمانية، نفسها التي جاءت بقوى رئيسية لم يرض عنها بعض أقطاب النظام، هي التي دفعت بهؤلاء إلى خوضهم حربا قذرة ضد الجزائر دولة ومجتمعا، فالتزوير الانتخابي مستمر في نخر الحياة السياسية، وكل الانتخابات التي جرت وتجري لا تتمتع لا بالحرية ولا بالنزاهة، بل إنها تجري تحت حالة الطوارئ المستمرة منذ بداية 1992، ومنذ 2011 تحت تسمية قانون مكافحة الإرهاب وهو ما يعني سيطرة الجماعة الحاكمة على كل مناحي الحياة في البلاد.
لقد أُفرغت الانتخابات من كل محتوى لها، وأصبحت عملية خداع كبيرة تهدف إلى دعم أسس نظام المخابرات الحاكم وتقويته بقناع مدني، مع إعطاء مسحة ديمقراطية فولكلورية، تُسوَق للخارج أساسا، ومع ذلك يمكن أن تُستغل المناسبات الانتخابية في الجزائر من أجل تعرية سياسات النظام وفضحه أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، ومن أجل تعبئة الجماهير لإحداث التغيير المنشود.
14. لماذا لا تدعمون المصالحة الوطنية التي جاء بها الرئيس بوتفيليقة؟
ببساطة لأنها ليست مصالحة حقيقية ولا مصالحة وطنية ولا حتى مصالحة بأيّ معنى. إنّ أقل ما يقال عنها أنها مغالطة بكل المعاني. إنها مخادعة كبيرة. باختصار شديد: لو نظرنا إلى نص الوثيقة التي تضمنت ما سمي “بالمصالحة” لوجدنا أنها لا تكتفي بتبرئة المجرمين من جرائمهم وإعطائهم حصانة من كل مساءلة قانونية أو تبعات جنائية، بل راحت تمجد مرتكبي تلك الجرائم من كبار ضباط الانقلاب والإجرام أينما تواجدوا في الأجهزة العسكرية والأمنية، وهم الذين قاموا بأعمال بشعة ضد الجزائريين. وأول جرائمهم كانت انقلابا عسكريا على الشرعية القائمة.
إنّ الوثيقة المسماة بوثيقة المصالحة ليست إلا تمجيدا للمجرم وإدانة للضحية، وأبعد من ذلك قررت وثيقة المصالحة السجن حتى خمسة أعوام لمن يتساءل، مجرد تساءل، حول تفسير السلطة للأحداث، وقائمة قلب الحقائق وخداع الناس طويلة.
كان بإمكان السيد بوتفليقة، الذي لم يتورط في انقلاب 1992، أن يدفع بصورة جازمة نحو انفراج الأزمة، إلا أنه وللأسف فضل البقاء تحت وصاية من نصبوه رئيسا، وأثبت، من خلال هذه النصوص، أنه يفضل محاباة الطغاة ومناصرة مرتكبي الجرائم، والتواطؤ معهم ضد الجزائريين. فلو كانت حقا مصالحة وطنية لإخراج الجزائر من المأساة التي ورطها فيها الجنرالات وبعض المدنيين لكنا أول من دعا إليها ودعمها وساندها وناضل من أجلها. أوليس مناط وجودنا كله هو إخراج وطننا وشعبنا من الكارثة التي امتدت وتفاقمت؟ لكن الأمر ليس كذلك، ونحن لن نشارك أبدا في خداع شعبنا، ونعرف أن لا أحد يستطيع أن يخادع كل الناس طول الوقت.
15. ألا تعتقدون أنكم تخاطرون بتدمير السلم الذي استفادت منه الجزائر عن طريق المصالحة الوطنية؟
نحن أهل سلم، ونحن مصممون على تحقيقه، بإذن الله، لكن ليس السلم الذي يروج له “النظام” وأنصاره. ليس سلما هذا الذي عاد، وليست مصالحة تلك التي وعدوا بها. صحيح أنّ العنف المسلح قد خفّ، ومردّ ذلك هو أنّ الجنرالات اقتنعوا أنّ نظام الحكم لم يعد في خطر، وقد صرّحوا بذلك عدة مرات، فخفّفوا من قمعهم وعنفهم تجاه الشعب سواء بطريق مباشر أو عن طريق وكلائهم، والدلائل كثيرة تكاد لا تحصى على أنّ السلم لم يعد والمصالحة لم تتحقق. لنذكر البعض منها كأمثلة:
– انتشرت السرقة في الطرقات والأماكن العامة، فأصبحت تحدث جهارا نهارا أمام أعين الناس.
– كثرت الاعتداءات الجسدية والجنسية على الناس بحيث لا يكاد أحد يأمن على نفسه وأهله.
– انتشرت الخمور والمخدرات فطالت حتى المدارس الابتدائية بعد أن مرّت على الجامعات والثانويات والثكنات والأحياء والملاعب.
– عمت اللصوصية بين كبار القوم، فأصبحت الأموال المنهوبة تعد بملايير الدينارات وأحيانا بملايير الدولارات.
– عمت البطالة، فازداد الفقر والقهر وانتشرت الأمراض المعدية والمزمنة، و لا يكاد أحد يأمن أحد على شيء، وعاد شباب إلى الجبال يحملون السلاح، والتحق بهم آخرون جدد، وهام آخرون على وجوههم عرفوا “بالحراڤة” كثير منهم تأكله حيتان البحار الفاصلة بين الجزائر وأوروبا.
– عمّ الفساد وشمل كل مناحي الحياة، فعن أيّ سلم بتحدثون وأيّ مصالحة بها يخادعون؟
– أصبحت الجزائر تتذيل ترتيب دول العالم في كل ما هو جيد، وتتصدر هذا الترتيب في كل ما هو سيء.
16. لماذا لا تقولون صراحة أنكم تريدون إعدام الجنرالات في الساحات العمومية عندما يسقط النظام؟
ذلك يتنافى تماما مع مبادئ حركة رشاد اللاعنفية، وإنما نعمل على ترسيخ سيادة المدني المنتخب على العسكري وعلى ترسيخ دولة الحق والقانون. نحن نريد تغييرا جذريا شاملا يعيد السيادة للشعب ولكنه تغيير
مسؤول وليس “انتقاما”.
إنّ الذين يُفكّرون بعقلية الإنتقام لن يحققوا سلما ولن يقيموا دولة و لن يبنوا وطنا.
17. أليست الطريقة التي تطرحونها للتخلص من نظام الحكم في الجزائر شبيهة بما حدث في دول اشتراكية سابقا كأوكرانيا وجورجيا؟
يمكن أن يكون هناك تشابه في طريقة التغيير اللاعنفي ولكن لكل بلد خصوصياته.
إن ثورة الشعوب قد أثبتت في تونس ومصر أنه يمكن التخلص من أعتى الحكومات استبدادا وفسادا بأقل التكاليف في الأرواح والعمران، وهو ما دعت إليه حركة رشاد منذ نشأتها قبل أعوام من الثورة العربية.

رشاد والعنف والمقاومة المسلحة

18. منذ عدة سنوات وأنا أحاول أن أفهم ما أسباب العنف في الجزائر فلا أستطيع؟
هذا أمر في الواقع يطول شرحه، ولكن ما يمكن قوله إجمالا، هو أنّ من فتح أبواب الجحيم على الجزائريين كانت مجموعة من الجنرالات تؤازرهم بعض الشخصيات المدنية، قررت الإنقلاب على رئيس منتخب بعد أن أعطى الدور الأول لانتخابات برلمانية حرة ونزيهة، باعتراف وزير الداخلية آنذاك، الجنرال العربي بالخير، حزبا معارضا – الجبهة الإسلامية للإنقاذ – أغلبية المقاعد كانت ستمكنها من تشكيل أول حكومة منتخبة في تاريخ الجزائر، بل وفي تاريخ المنطقة العربية كلها.
إنّ مجموعة الجنرالات وعلى رأسهم وزير الدفاع آنذاك الجنرال خالد نزار أعلنت في 11 يناير 1992 عن إلغاء الانتخابات وتعطيل المسار الديمقراطي، الذي كان ثمرة لانتفاضة 5 أكتوبر 1988، وفي ظرف أيام، أدى ذلك إلى قتل المئات من الجزائريين بما فيهم على الأخص أعضاء وأنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ، واعتقال عشرات الآلاف منهم. عقب ذلك مظاهرات شعبية عمت الجزائر، رد عليها الجنرالات بحل الحزب الفائز واعتقال بقية قادته وفرض حالة الطوارئ ( تم رفعها شكليا بعد مظاهرات جانفي 2011 أستبدلن بقانون الإرهاب) .
وجاء الرد وبدأت دوامة عنف الدولة والعنف المضاد، ودخلت الجزائر مرحلة من أحلك مراحلها، لا زالت مستمرة إلى الآن، وتطورت أشكال العنف تارة بفعل إرهاب جماعات منحرفة عقائديا، أو مخترقة أمنيا أو على أيدي مليشيات وأجهزة رسمية متورطة في جرائم حرب ومجازر مروعة. فحركة رشاد ترى أنّ العنف، في الأصل، وليد الانقلاب، من بعده الانحراف الفكري الذي وجد في اللاشرعية أرضية خصبة للنمو. فالفلسفة السياسية التي فرضت نفسها على رأس السلطة الجزائرية تعتمد على العنف والقهر لضمان بقائها فولدت دكتاتورية تتغذى من العنف وحتى العنف المضاد.
19. ألا تعتقدون أنكم تخاطرون بعودة العنف المسلح والمجازر إلى الجزائر؟
أبدا – نحن ضد استخدام العنف المسلح في تغيير الوضع المأساوي التي تعيشه الجزائر. نحن مع العمل اللاعنفي وإن كنا نعتقد أنّ المقاومة المسلحة من حق الشعوب خاصة في وجه المستعمر، و في كل الحالات فنحن ننبذ اللجوء إلى العنف في عملية التغيير السياسي.
بكل تأكيد أن المقاومة المسلحة لها مبرراتها عندما يكون العدو خارجيا، كما كان الحال أيام الثورة الجزائرية مثلا، ولكننا نعتقد أن العمل المسلح يصبح في صالح أنظمة الاستبداد عندما يكون المشكل مع طرف داخلي، فالمستبد يتخذ من العنف ذريعة لارتكاب أفظع الأعمال وتبريرها باسم مكافحة الإرهاب. إنّ أنظمة الاستبداد المعاصرة أتقنت لعبة العنف إتقانا كاملا لن يستطيع أحد أن ينازلها فيه لأنها تملك وسائل القوة والبطش. إنها لعبتها المفضلة لأنها مستعدة أن تضحي بمئات الآلاف تحت ذريعة مكافحة الإرهاب. فنحن ندعو كل من أراد أن يقاوم الاستبداد الداخلي، أن يتجنب العنف مهما كانت المبررات بما فيها حالات الدفاع المشروع عن النفس، بل يجب العمل على توعية الشعب وجعله يقف كرجل واحد ضد الاستبداد حتى يندثر. وذلك سيكون سبيلنا في المقاومة: انتفاضات، هبّات، إحتجاجات سلمية حتى يسقط حكم الاستبداد والفساد.
20. هل تقبلون بانضمام أشخاص حملوا السلاح (أو لا يزالوا يحملونه) ضمن حركتكم؟
أي شخص يمكن له في حالات قصوى أن يحمل السلاح، بل هذا شأن عدد من رموز المقاومة في العالم، كنلسن مانديلا مثلا.
رشاد قد تتفهم الظروف و الدوافع التي حملت بعض الناس على حمل السلاح، ولكنها في الوقت نفسه لا تتبنى العنف بأي شكل من الأشكال، و إذا حدث أن أراد الإنضمام إلى رشاد شخص لجأ إلى استخدام السلاح في وقت ما، فإنه لن يسعه ذلك إلا أن يُثبِت نظافة يديه من جرائم ضد الإنسانية، و عدم تورطه في أعمال ضد أبرياء. يمكننا أن نلخص مواصفات الأعضاء فيما يلي (التي تمثل في نفس الوقت شروط العضوية في حركة رشاد):
1- الالتزام بمبادئ و أهداف حركة رشاد
2- الإيمان بالتغيير اللاعنفي والحرص على الالتزام به ونبذ كل أشكال العنف المسلح
3- الإستقامة و الأخلاق الحميدة و عدم التورط في جرائم، لاسيما منها ضد المدنيين

رشاد والتيار الإسلامي

21. هل أنتم طبعة أخرى للجبهة الإسلامية للإنقاذ؟
لا، أبدا حتى ولو انضم إلى “رشاد” من كان ينتمي سابقا إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
قناعاتنا وأخلاقنا حتمت على الكثير أن يتعاطف مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ لأنها ظُلمت ظلما عظيما، وأدى ذلك الظلم إلى دمار هائل للمجتمع والوطن، فكان التعاطف في الواقع مع الشعب المظلوم والوطن الجريح، وليس مع حزب لذاته.
غير أنّ التعاطف لا يعني حتما تبني المبادئ والمنهج التي تبنتها الجبهة الإسلامية، ولا الطرق والوسائل التي رسمتها لنفسها.
إنّ “رشاد” حركة تسعى للتغيير اللاعنفي الشامل من أجل شعب حر كريم، يعيش في وطن عزيز قويم، ودولة قوية عادلة، وحكم صالح راشد.
“رشاد” ليست حزبا سياسيا بل حركة سياسية تغييرية مفتوحة لكل الجزائريين وليست بديلا لأي كان.
22. قرأت الوثيقة الرئيسية وشعرت أن فيها روح وأدبيات إسلامية. هل تخشون أن تقولوا أنكم إسلاميون؟
إن أزمة التسعينات أفرزت حقيقة مهمة وهي أنها فضحت “إسلاميين” و”ديمقراطيين ووطنيين” يدعمون الانقلابيين، وهذا شكّل نقطة تحول هامة من حيث التصور السياسي، حيث أنه أصبح لا يكفي الانتماء للحركة الإسلامية في مدلوله الكلاسيكي هو الوحيد الذي يعرّف طبيعة التكتلات، بل إنّ مسألة النظر لشرعية السلطة والحريات أصبحت مصيرية. ثم إنّ النظام المخابراتي عمل دوما على الإبقاء على نموذج زائغ للطبقة السياسية، أي تقسيمها إلى إسلاميين ووطنيين ولائكيين، والعمل على توسيع الهوة بينهم بشكل لا يفسره فقط التنوع الأيديولوجي. وطبعا ساهمت هذه التجمعات من جهتها – سواءً كانت واعية بذلك أم لا – في هذا التنافر.
السؤال المطروح اليوم هو هل يمكن للجزائري أن يكون مثلا وطنيا، أي يحرص على مصلحة وطنه واستقلاله، وإسلاميا، أي يعتبر الإسلام المكون الأساسي في هوية الجزائريين، وكذلك “ديمقراطيا” أي يقبل بالسيادة الشعبية – وهذا دون الخوض في الاختلافات الأيديولوجية للديمقراطية – ؟
والجواب الذي نراه أنّ ذلك ممكن، بل ويجب العمل من أجله تحقيقه. ونظرا لأهمية هذه المسألة وحتى نخرج من “حرب الشعارات”، إرتأينا في حركة “رشاد” أن نركز أساسا على المبادئ التي نراها ضرورية للوصول للحكم الراشد، وهي التي في نظرنا تضمن جوهر المطالب الشرعية والمعقولة للأغلبية العظمى من الشعب الجزائري.
إن الإنقسام الحقيقي اليوم هو بين من يناصر جماعة ظالمة تحكم بالفساد والإستبداد وبين من يقاومها بغض النظر عن الشعارات.
23. تتحدثون عن دولة ضمن المبادئ الإسلامية. أليس هذا دعوة لقيام دولة أصولية في الجزائر؟
مشروعنا هو امتداد لمشروع بيان أول نوفمبر 1954، و غايتنا هي إقامة دولة يسودها العدل والحكم الراشد، و يتبوأ الإسلام فيها مكانته الأصيلة كمكون رئيسي في المجتمع الجزائري.
إننا في حركة رشاد إذ نرفض الدولة الثيوقراطية، فإننا ننبذ في الوقت ذاته تلك المزايدات التي، تحت ذريعة ” الخطر الأصولي” تُرهِبُ من يتمسك بالإسلام.
24. عندما تتحدثون عن الحكم الراشد، هل تقصدون أن تعودوا بالجزائر 14 قرنا إلى الوراء؟
نحن نقصد الحكم الراشد في القرن الـ21 الذي استوعب مقتضيات العصر، وهذا لا يتعارض مع الاستلهام من حقبة الخلفاء الراشدين وغيرهم من الحكماء وأهل العدل من كل الحضارات، وكلمة رشاد، في مدلولها السياسي الذي يهمنا، أردنا بها انطلاقا لفت الانتباه إلى أمر محوري نعتبره لب المشكلة المتعددة الأوجه التي تعاني منها البلدان الإسلامية عموما، والجزائر خصوصا، ألا وهي انعدام السلطة الشرعية التي تسير مصالح الأمة بأسلوب راشد، وهذه الكلمة لها مدلول خاص بالنسبة للمسلمين حيث أنها تقترن بفترة – قصيرة للأسف – تحققت فيها جل هذه المعاني عند المسلمين، ثم إنها في مدلولها العصري أصبحت أمرا ضروريا تبذل من خلاله جهود دائمة لتحسين طرق قيادة و إدارة  المؤسسات والدول والمجتمعات.
25. ألا يأمركم الإسلام أن تطيعوا الحاكم ما لم تروا منه كفرا بواحا؟
ويأمرنا قبل ذلك بتغيير المنكر وإزالة الظلم والطغيان. إنّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اعتبر أنّ أعظم جهاد هو كلمة حق في وجه سلطان جائر.
إنّ الذين يبررون الإستبداد باسم الإسلام إنّما يرتكبون جريمة كبرى في حق الدّين و الأمّة و الوطن.
لقد جاء الإسلام ليُسقط الظلم والظالمين مهما كانت المسميات التي يتخفون تحت بريقها.

رشاد والقضايا الجزائرية

26. لو تمكنتم من إسقاط النظام، كيف ستتعاملون مع المطالب الثقافية واللغوية للأمازيغ؟
نرى أنّ اللغات والألسن المختلفة من معجزات الله الكونية، ونرى أنه من حق كل أمة وشعب وفئة قلت أو كثرت استعمال لغتها أو لهجتها وتطويرها، والإعتزاز بثقافتها. فدولة القانون تحترم الشعب بكل مكوناته لأنها نابعة من شرعية شعبية. إننا نطمح أن نرى دولتنا وقد أصبحت داعمة لكل الخصوصيات الثقافية التي يكون تنوّعها إثراء للوطن  ولأبناءه كلهم من دون إقصاء.
27. لماذا تتحاملون على الأحزاب المعارضة التي تواجه النظام في الجزائر وتتهمونها بـأنها فشلت على الرغم من أنها متواجدة على الساحة؟
نحن لا نتحامل على أي كان، بل نلتزم بنقد موضوعي. نحن نعتبر أن الأحزاب القائمة – في مجملها – و المرخص لها من طرف السلطة لا تملك من حريتها غير ذلك الهامش الضيق الذي يسمح به النظام، و الذي ما فتئ يستغل هذه الأحزاب لتنميق واجهته المدنية.
28. جهات عديدة تقول أنّ الصحافة تتمتع بكثير من الحرية في الجزائر. هل تعتقدون أن الأمر كذلك؟
إنها حرية شكلية، فيها هامش مسموح به لتزيين واجهة النظام، والدليل أنّ بعض الصحف أُغلقت أو عُلقت لمجرد التطرق إلى بعض الملفات الحساسة. تستطيع الصحف في الجزائر أن تنتقد كائنا من كان إلا الذين يُسيطرون على السلطة الحقيقية، كبار جنرالات المخابرات والجيش، بل هناك من الصحافة ما يقدم على أنها “صحافة حرة” لا تعدو مهمتها الحقيقية غيرالترويج لدعاية النظام. يضاف إلى هذا مشاكل أخرى لا تزال تثقل كاهل الصحافة الجزائرية على الصعيد التشريعي، الهيكلي، و المالي.
أكيد أنه يوجد صحفيون وصحفيات جزائريين أحرار ذو كفاءة ومهنية عالية وهم أول من يعاني من التضييق المفروض عليها، ولكن لا توجد صحافة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
29. تتهمون المخابرات الجزائرية بأنها الأصل في مآسي الجزائر. كيف ستتعاملون مع عناصرها، وخاصة كبار الضباط، لو تمكنتم من إسقاط النظام؟
نحن نعمل على ترسيخ سيادة المدني المنتخب على العسكري. إنّ جهاز المخابرات اليوم هو عبارة عن جهاز فوق القانون وحتى الدستور، فبعد التغيير، لا بد من إصلاح جذري لهذا الجهاز وإخضاعه لسيادة القانون، وجعله جهازا قائما على حماية الوطن ومصالحه، وتحت رقابة الشعب والمؤسسات الدستورية المنتخبة.
يجب أن تكون كل الأجهزة الأمنية و العسكرية تحت الرقابة الشعبية و ليس العكس.
30. قرأت الوثيقة ولم أجد فيها الكثير من الإجابات على مشاكل مزمنة يعيشها الجزائريون. هل يمكن أن تقولوا لنا كيف ستحلون مثلا مشاكل السكن وظاهرة الطفولة المشردة في الشوارع أو الأمهات العزباوات على سبيل المثل؟
ذلك ممكن فقط بعد تغيير ” النظام ” الحالي وإقامة دولة العدل والحكم الراشد. فلقد أثبتت تجارب دول كثيرة ومنها دول مثل ماليزيا، وتركيا، والبرازيل، مثلا أنه يمكن القضاء على كثير من المشاكل التي التي يسببها الفقر في خلال عشرية أو عشريتين، شرط أن يتوفر الإخلاص والإرادة السياسية، ويمكن القضاء على الرشوة، والفساد المالي بتحميل المسؤولية لأشخاص نزهاء، ووضع أنظمة رقابة شفافة، و الحديث الآن عن أي برامج تنموية ملموسة و مهما كانت خارقة ، هو أمر سابق لأوانه و غير مجدي في ظل الفساد المعمم الذي يطبع نظام الحكم.

رشاد والعلاقات الدولية

31. للجزائر مشاكل حدودية مع جيرانها، خاصة المغرب وليبيا. كيف ستتعاملون مع هذه القضية؟
بالأخوة و الحكمة، فإن لم يجد ذلك احتكمنا لما ينص عليه القانون للقانون الدولي (راجع مبادئ العلاقات الخارجية).
ومنطلقنا أنّ نهوض شعوب هذه الدول، وإرساء أنظمة شرعية هو الذي سيجعلها لا محالة تتقارب وتفتح الحدود، وتنمي التعاون في إطار وحدة لا تفهم الشعوب سبب تعطيلها. إنّ وحدة المغرب الكبير هي هدف أساسي لحركتنا.
32. كيف تنظرون لقضية البوليساريو؟ هل حقا ستعترفون بأن الصحراء مغربية؟
في رأينا نزاع الصحراء الغربية لن يُفض إلا في إطار مشروع مغاربي قوي ومتكامل يخفف من وطأة الحدود المفتعلة بين أبناء الشعب المغاربي الواحد. وللأسف فإنّ هذا المشروع الاستراتيجي معطل منذ عقود لطغيان الإستبداد السياسي ولتدخلات أجنبية لا ترغب في مثل هذا التكتل، وتسعى لإجهاضه بمشاريع بديلة.
عندما ينبعث المغرب الكبير فإنّ كثيرا من مشاكل المنطقة ستحل بشكل طبيعي، و بمبادئ التعايش الأخوي بين الأشقاء، بما فيها قضية الصحراء الغربية، التي لا نعتبر حلها شرطا مبدئيا لبناء صرح المغرب الكبير، و إنما حلها سيكون من نتائج هذا البناء.
إن قيام دولٍ حرة سيعزز وحدة المنطقة، ويؤذن بقيام المغرب الكبير.
33. هل حقا أنتم تكرهون فرنسا وتريدون الانتقام منها بسبب أنها احتلت الجزائر من قبل؟
نحن لا نكره ولا نعادي إلا من يعادي الجزائر ويكرهها.
نريد إقامة علاقات سليمة وطبيعية مع فرنسا، ومع غيرها من الدول، تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. كما أننا نسعى لحفظ ذاكرة وحقوق شعبنا عبر تاريخه.
34. هل ستقومون بطرد الشركات المتعددة الجنسية التي تشتغل وتستثمر في الجزائر؟
لسنا ضد الاستثمارات الشفافة والنزيهة، والتي يكون هدفها تحقيق مصالح مشتركة، أمّا الذين ينهبون خيرات الجزائر بالإشتراك مع العصابات هناك، فبكل تأكيد لن يرضى الشرفاء من الجزائريين أن يستمر هذا الوضع المخزي.
35. ما هي نظرتكم للقضية الفلسطينية؟ هل ستدعمون حماس والجهاد وغيرها من المنظمات التي تدعو لتدمير إسرائيل؟
نحن مبدئيا ندعم حق جميع الشعوب في تقريري مصيرها، وبالتالي نساند مقاومة الشعب الفلسطيني من أجل التحرر وبناء دولته. إلا أننا نعتقد أنّ الشعب الفلسطيني لن يتمكن من الانعتاق إلا بعد أن تتحرر الشعوب العربية من قبضة الأنظمة المستبدة والفاسدة والعميلة – بدرجات متفاوتة – التي تحكمها.
ليس من العدل أن نسلم بانتقاد التنظيمات الفلسطينية التي تناضل في سبيل افتكاك حقوقها و نتغاضى في الوقت ذاته عن عنصرية الكيان الصهيوني و طبيعته الإستعمارية التي تتبنى نهج التصفية الجسدية لكل من يتجرأ بالوقوف ضد سياساتها المدعومة بلا قيد أو شرط من قبل حلفائها.
تحقيق السلام الدائم في المنطقة لا يمكن تصوره حصرا في حيز “أمن إسرائيل” التي يقدمها البعض على أنها نموذج ديمقراطي يحتذى به، بالرغم من تطبيقها المعلن للأبارتايد في حق الفلسطينيين، الذين بخسوا الحق في انتخابهم ديمقراطيا لممثليهم من حركات مقاومة، وليدة الشعب الفلسطيني، كحركة حماس مثلا.
36. ما هو موقفكم من الثورات العربية وسط ما يحوم حولها من مخاوف تُشكك فيها و تتهمها بتنفيذ مخططات أمريكية-خليجية-صهيونية ؟
إنه لمن الإجحاف و السطحية النظر إلى هذه الثورات العربية التي حررت الشعب التونسي، و المصري، و الليبي من براثن دكتاتورية أمثال بن علي و مبارك و القذافي على أنها مؤامرة لإنفاذ مخططات خارجية. بل إن هذا الطرح الذي يقزم هذه الثورات إلى هذا المستوى هو طرح يبخس التضحيات العظيمة لـكل من دفع حياته ثمنا للحرية. رشاد إذ تحيي هذه الثورات، و تعتبرها خطوة جبارة إلى الأمام في مسيرة شعوب المنطقة، تبقى في الوقت ذاته واعية بمخاطر تدخل القوى الخارجية، و هي تجدد موقفها، الصريح، و الرافض لأي تدخل أجنبي في الجزائر مهما كان نوعه، وتحت أي مبرر كان. يجب أن نُذكِّر أيضا أن الثورات العربية، خاصة التونسية و المصرية، أثبتت فعالية الوسائل اللاعنفية في إحداث التغيير.