ينوي النظام العسكري في الجزائر تنظيم ما يسميه انتخابات رئاسية في السابع من سبتمبر القادم تمهيدًا لولاية ثانية لعبد المجيد تبون. إنّ غالبية الشعب الجزائري ترفض المهازل الانتخابية ومفرزاتها وقد عبّرت عن ذلك بوضوح بشعارات مثل: “ماكانش انتخابات مع العصابات” و”تبون مزور، جابوه العسكر، ماكانش الشرعية”.
إنّ حركة رشاد تعتبر الانتخابات القادمة دون جدوى لافتقادها أدنى مقومات وشروط الحرية والنزاهة، فلا معنى لانتخابات بُنيت على قوانين سنّها برلمان غير شرعي، وتُراقبها هيئة عليا غير مستقلة وخاضعة لإملاءات المخابرات، ويُحتكم في خلافاتها إلى جهاز قضائي غير مستقلٍ وخاضعٍ لإرادة العسكر، ولا معنى لانتخابات تُقرر فيها السلطات العسكرية قائمة المرشحين المقبولين والمرفوضين، ولا معنى لانتخابات في جوٍ تُصادر فيه الحريات وتُقمع فيه التنظيمات والأحزاب السياسية ويُسجن فيه المواطنون بسبب آرائهم، ولا معنى لانتخابات في وضع تُكمّم فيه الصحافة وتشمّع مقراتها وتُمنع فيه كل المظاهرات حتى المناصرة لغزّة منها في تناقضٍ تامٍ مع الموقف الرسمي للنظام الجزائري المساند للقضية الفلسطينية، كل ذلك في انتهاك صارخ لدستور وقوانين البلاد.
إنّ الانتخابات أداة ديمقراطية لتجديد الشعب لممثليه في عملية قانونيةٍ ومؤسساتيةٍ، شفافةٍ، حرةٍ، عادلةٍ ونزيهة. لكنِ الحال في النظام الجزائري هو أنّ الانتخابات محض تمويه لاستدامة الديكتاتورية العسكرية، يديرها جنرالات يخرقون الدستور ويمارسون السياسة في الخفاء، ويتصارعون فيما بينهم تصارعًا يحكمه قانون الغاب ويغلب عليه الخداع والمكر. إنّ تصارع الأجنحة على السلطة لحقيقة مستمرة منذ فجر الاستقلال في 1962، وقد تجلّي ذلك بوضوح إبان الحراك إذ أدى تصارع الأجنحة إلى سجن أكثر من 150 ضابط سامٍ، ثلثهم جنرالات تقلدوا مناصب عليا كقادة نواحٍ عسكريةٍ ومديريات مخابراتٍ ودرك وشرطة، أضف إلى ذلك فرار جنرالات آخرين أشهرهم وزير دفاع سابق وقائد درك وطني. يعكس هذا الصراع داخل القيادة العسكرية توسّع عسكرة الدولة، والملفت في هذه الانتخابات الرئاسية هو اصدار مرسوم عشية إعلان ترشح تبون يشرّع استحواذ الجيش على الإدارة العامة العليا للبلاد، في رسالة واضحة عن إرادة العسكر في حكم البلاد مباشرة.
إنّ الأجواء الدولية الراهنة وطغيان الدول الاستعمارية أمر مثير للقلق لا شك، لكنّ حركة رشاد ترى أنه ليس مبررًا للقمع والاستمرار في سياسة الهروب إلى الأمام بل داعيًا آخر للتسريع بمعالجة المعضلة السياسية بالجزائر. فلا شيء يردع أو يرد التهديد الخارجي مثل التلاحم التام بين الشعب وجيشه وقد فصّلنا هذا في رسالة سابقة بعنوان “رسالة مفتوحة إلى أخٍ في الجيش الوطني الشعبي”*.
روابط الرسالة على موقع حركة رشاد مع ترجمتها للغتين الفرنسية و الإنجليزية:
- https://rachad.org/?p=5374
- https://rachad.org/fr/?p=1641
- https://rachad.org/fr/?p=1981
روابط بديلة لتخطي حجب موقع حركة رشاد دخل الجزائر: - https://drive.google.com/file/d/1I0BNVU1m-luM7ewkkU_YFQFLezAaybY8/view
https://drive.google.com/file/d/127n1rRBZvM4K-Qt9Emd4h5kwSmmLQIgp/view