مقالات

الحرب على غزة

الحرب على غزة ها هو إذن الكيان الصهيوني يعاود الكرّة بشنّه هجومًا عدوانيًا على سكّان قطاع غزة العزّل فيما سماه عملية “الجرف الصامد”، بعد هجوم “الرصاص المصبوب” (ديسمبر 2008 – يناير 2009 وهجوم “عامود السحاب” (نوفمبر 2012 أوقع الهجوم حتى كتابة هذه الأسطر أزيد من 100 شهيد وما يقارب الألف جريح، جلّهم من المدنيين، بعد […]

الحرب على غزة

ها هو إذن الكيان الصهيوني يعاود الكرّة بشنّه هجومًا عدوانيًا على سكّان قطاع غزة العزّل فيما سماه عملية “الجرف الصامد”، بعد هجوم “الرصاص المصبوب” (ديسمبر 2008 – يناير 2009 وهجوم “عامود السحاب” (نوفمبر 2012

أوقع الهجوم حتى كتابة هذه الأسطر أزيد من 100 شهيد وما يقارب الألف جريح، جلّهم من المدنيين، بعد القيام بـأكثر من 1100 غارة وإلقاء ألفي طن من المتفجرات على القطاع.

إنها عملية خُطّط لها منذ أسابيع بذريعة ما وصفه الإسرائيليون بتورّط حركة حماس في اختطاف الاسرائيليين الثلاثة، بدون أدنى إثبات، ورغم أنّ حركة حماس نفت ذلك وليس من عادتها أن تنفي ما تقوم به من عمل مقاوم.

يأتي هذا العدوان الغاشم وبعضنا منشغل بما لذّ وطاب ومشاهدة المسلسلات الرمضانية ومتابعة مباريات كأس العالم في دورها الأخير.

يقع العدوان الجبان من طرف دولة إسرائيلية مدجّجة بالسلاح على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة فلا يجد سامح حسن شكري، وزير خارجية مصر العسكر، ما يقوله سوى أنّ ما يجري هو “عنف متبادل”، مساويًا بذلك بين الآلة العسكرية الإسرائيلية بعدتها وعتادها، المتخمة بالدعم الأوروبي والأمريكي، وبين أسلحة تقليدية صنًعتها أيد المستضعفين لرد العدوان، ومستخدمًا نفس عبارات الساسة الغربيين الذين يركّزون، كما ظلّوا يفعلون، على أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس متجاهلين الجرائم التي تقوم بها هذه الدولة المارقة ضد ما بقي من أرض فلسطين حيث لازالت تخضع وتذلّ يوميًا سكان الضفة الغربية، وتخنق، خنقا شديدًا، أكثر من مليونين من البشر في قطاع غزة.

يقع العدوان على غزة وسط شهر الصيام، فلا يجد أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي والمرشح الرئاسي لعلمانيّي تركيا، سوى مطالبة الحكومة التركية بالوقوف على الحياد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

يأتي هذا العدوان وأكثر الشعوب العربية ترزح تحت وطأة الاستبداد والفساد والفوضى المتعاظمة، فسوريا ملتهبة حيث يقوم حاكمها، منذ أكثر من ثلاثة أعوام، بهدمها على رؤوس من يفترض أنهم مواطنيه، والعراق يتفتت بفعل سياسات إجرامية لحكم طائفي حملته دبابات الغزاة، ومصر تئن تحت وطأة العسكر الانقلابيين الذين يتواطؤون جهارًا مع الكيان الصهيوني في خنق الغزاويين وقتلهم جوعًا وعطشًا ومرضًا بغلق المعابر.

يأتي هذا العدوان وأكثر شعوب المنطقة العربية ممنوعة حتى من التعبير عن غضبها، وهي ترى أسرًا بأكملها تُهدم عليها بيوتها فتحوّلها إلى أشلاء متناثرة أو تردمها تحت البنى المتهاوية.

وتتعاظم غطرسة الصهاينة وهي تتلقّى التشجيع، سرًّا، من حكام العرب حتى قال يوسي بيلين، وهو وزير إسرائيلي سابق، “إن تنديد الحكومات العربية بما تتعرّض له غزة ضريبة كلامية فقط وكلّهم يصلّون من أجل نجاحنا في القضاء على حماس”.

إنّ شعوب المنطقة العربية قد ضجت من تفاقم مصائبها وهي تعايش، قهرًا وقسرًا، حكام ألبسوها لباس الجوع والذل والتخلف والخضوع لقوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الكيان الإسرائيلي الغاصب.

إن هذا العدوان سيرسّخ القناعات لدى الشعوب التي لم تنتفض بعد أنّ أصل الكارثة هم حكّام الفساد والخيانة والاستبداد.

محمد العربي رمضاني

عضو حركة رشاد
الجمعة 13 رمضان 1435،
الموافق 11 جويلية 2014