بسم الله الرحمن الرحيم
التناحر المستمر في ولاية غرداية يثبت الفشل الذريع لنظام الرداءة والفساد
تعبّر حركة رشاد عن بالغ ألمها و عميق حزنها على سقوط مزيد من القتلى والجرحى في مدينة القرارة اليوم، 8 يوليو2015، ومدينة بريان بالأمس، بولاية غرداية، التي تعيش أحداثا مأساوية ظاهرها تناحر مذهبي وعرقي بين سكان المنطقة.
وهو التناحر الذي خلّف عشرات القتلى ومئات الجرحى وخسائر مادية معتبرة منذ مارس 2008 تاريخ اندلاعه، ممّا أنتج حالة خوف ورعب متبادل بين السكّان أجّجتها أطراف محليّة وأخرى في هرم السلطة.
لقد زعم النظام الحاكم بأنه سيخمد هذا الصراع في الأيام الأولى لتفجرّه في مارس 2008، غير أنّ الواقع يثبت اليوم، مرة أخرى، أنه عجز تماما عن ذلك. وهو الذي يدّعي أنه يقوم بمصالحات على المستوى الكوني، فقد قال، قبل أسابيع أنّه توصّل إلى إخماد الحرب في دولة مالي، وأنّه على وشك أن ينهي الصراع في ليبيا، ومن قبل إدّعى أنه صالح بين أثيوبيا وأريتيريا، فكيف يعجز عن حلّ صراع محلّي بسيط بين أفراد شعب يحكمهم قهرا وقسرا؟
ثمّ إنّ ما يسمىّ برئيس الحكومة قد صرّح قبل يومين : أنّ “للجزائر جيش قوي ورئيس واقف”، والتساؤل المطروح هو : كيف يعجز جيش قوامه أكثر من نصف مليون شخص إضافة لأكثر من 220 ألف شرطي و170 ألف دركي، عن إخماد صدام يستمر لما يزيد عن 7 أعوام في قلب الصحراء الجزائرية؟
إنّ أقلّ ما يمكن أن توصف به جماعات الحكم اليوم هو العجز، حيث أنها فشلت فشلا ذريعا في كل شيء، بما فيها صيانة أبسط حقوق الناس وهو الحق في الحياة.
وأنّها تؤكّد فشلها المضاعف بإسناد الأمر إلى ضبّاط عسكريين، أثبتوا من قبل أنّهم هم أصل الكارثة عندما يتدخّلون في الحياة المدنية والسّياسيّة.
هذا إذا لم تُتهم السلطة القائمة اليوم صراحة بأنها تريد تعفين الوضع في المنطقة، لتجعله سيفا مسلطا على رقاب الجزائريين الداعين والساعين لإحداث تغيير جذري لا عنفي ينقذ البلاد من الهاوية التي تنحدر إليها بسرعة فائقة.
إنّ حركة رشاد، التي تدين بشدّة بعض الأصوات النّشاز الدّاعية إلى التدخل الخارجي في منطقة غرداية بدعوى باطلة هي “حماية اٌقلية في خطر”، تحمّل نظام الحكم المستبدّ المسؤولية الكبرى على ما لحق ويلحق منطقة غرداية خصوصا والجزائر عموما من تناحر إجتماعي وعنف متصاعد، مما يفتح الباب على مصراعيه لمزيد من التدخل الخارجي في شؤون الجزائر.
إنّ حلّ الخلافات بين سكّان غرداية، أو في أي مكان آخر، لا يتحقّق بهمجية العنف التي تمارسه الأجهزة القمعية، التي ثبت، مرارا، أنها متورّطة في تأزيم الوضع وفي سرقة المحلاّت والبيوت، بل وفي تأجيج الصّراع في أحيان كثيرة. ولا بمصالحات ظرفية، شكلية وهشّة تستند إلى الإفلات من العقاب أساسا ممّا يؤجّج الصراع بعد حين.
إنّ الحلّ لا يمكن أن يأتي به إلاّ رجال يثق الشعب فيهم ويطمئنّ لحكمهم، وهو يراهم يستندون فيه – الحلّ – إلى ما أمر به الإسلام من إصلاح حقيقي لذات البين بين المؤمنين إذا ما تناحروا أوإقتتلوا
و بنظام عدالة حقيقيّ يلجأ إليه النّاس ويثقون فيه، وهو ما لا يمكن أن يتحقّق في ظل حكم مفسد ومستبد وعاجز،
أمانة حركة رشاد
الجزائر في:
21 رمضان 1436
8 جويلية 2015