في الإعلام

ترجمة حوار جريدة الوطن الناطقة بالفرنسية مع يحي مخيوبة عضو المكتب الوطني لحركة رشاد

1- ما هو موقف “رشاد” من مواصلة أنشطة حراك باريس بعد
مسيرة 13 سبتمبر التي قاطعتموها إثر الجدل الذي أثارته مشاركة جماعة “القطيعة المزدوجة”؟

1- أولا وقبل كل شيء، لم تقاطع حركة “رشاد” مسيرة 13 سبتمبر ، بل ألغت دعوتها إلى المسيرة الأولى من ساحة الجمهورية إلى كونكورد ، والتي لم يكن لجماعة “القطيعة المزدوجة” إرتباطًا بتنظيمها. بما أن التنظيمات والتجمعات الأخرى التي كانت معنا في مسار الوحدة قررت دون إبلاغنا تغيير مسار المسيرة المتفق عليه، بحجة رفضه من قبل مصالح الشرطة ، إضافة إلى نشر نداء موقع من بعض التنظيمات هذه المرة بـمشاركة “القطيعة المزدوجة” ، فإننا قررنا مع شركاء آخرين تحمل مسؤوليتنا وإلغاء المسيرة الأولى لكيلا تكون هناك مسيرتان للحراك الجزائري في نفس الوقت في باريس . فيما يخص مواصلة نشاطات الحراك في باريس وأماكن أخرى ، فإن حركة رشاد مرتبطة بشكل كامل بالحراك الجزائري مع الاحترام الصارم للشعارات التي فرضها حراك الداخل ، والتي تم التذكير بها هذا الأسبوع في مقاطع فيديو لسجناء الرأي السابقين. وتحديداً في البويرة في الجمعة_84 بتاريخ 25/09/2020

2- منذ عدة أسابيع ، كانت حركتكم في قلب نقاش أيديولوجي ساخن ، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي ، اتسم بالقدح من الجانبين ضد مناضلين حراكيين. ألستم نادمين على الطريقة التي سارت بها الأمور على الأقل من حيث الشكل ؟

2- دائمًا ما كنا نقول، ولا زلنا نؤكد اليوم ، أن الحديث عن الأيديولوجيا في الظروف السياسية الحالية هو شكل من أشكال البلاهة السياسية التي لا تؤدي إلا إلى تأجيج الثورة المضادة التي بدأت منذ شهر ماي 2020 ستلاحظ أن الجدال الأيديولوجي المصحوب بالتراشق اللفظي الذي يكاد يصل إلى دعوات القتل ، قد نشأ منذ ظهور دعاة “القطيعة المزدوجة” في ساحة الجمهورية وفي نفس الفترة ، لقد كنا كحركة وكأشخاص الضحايا الأوائل لهذه الهجمات. تريد الثورة المضادة أن تفرض النقاش الإيديولوجي الخلافي لتقسيم الحراك والتقليص من حدته ، هذا في حدود اللعبة السياسية مقبول ، أما أن تسعى للتخلص من التاريخ المؤلم الذي عاشته بلادنا خلال التسعينات دون إظهار الحقيقة وتحقيق العدالة وتسليط الضوء على كل المسؤوليات الجنائية والسياسية لجميع الفاعلين الذين قادوا تلك الفترة هو – بالنسبة لنا – فقدان للذاكرة وانعدام للمسؤولية السياسية، لا يمكن أن يوصلنا إلى مصالحة وطنية حقيقية للأسف.

3- أنتم تحملون مشروعا سياسيا إسلاميا-محافظا ، تدافعون عنه بمنطق إيديولوجي بحت – خاصة – من خلال قراءتكم التاريخية لأحداث العشرية السوداء ، فلماذا ترفضون أدلجة النقاش السياسي داخل الحراك؟

3- كما سبق وقلت، رداً على سؤالك السابق ، نعتقد أن الظروف الملائمة لنقاش أيديولوجي حر وشفاف لم تتوفر بعد في بلادنا ، فالحراك له هدف مشترك وهو بناء دولة مدنية وديمقراطية تسمح للجميع بممارسة السياسة في جو من الحرية دون خوف من الاضطهاد بسبب آرائهم. أما بالنسبة للجزء المتعلق بالتاريخ ، لدينا قراءتنا الخاصة نعم. أود أن أوضح لك أن الشركاء السياسيين الآخرين لديهم قراءاتهم أيضًا ، دون أن ننسى أن النظام قد أدرج روايته عن الأحداث في ما يسمى “ميثاق المصالحة الوطنية” ، بل أنه أغلق باب النقاش في المادة 46 منه حيث يمنع أي نقاش محتمل حول تلك الأحداث.
لا يمكن أن نلام على إعلان موقفنا إزاء تلك الأحداث المؤلمة، في الوقت الذي يفعل الجميع ذلك دون أن يلاموا ! ومع ذلك، فإن المسار الوطني للحقيقة والعدالة في إطار انتقال ديمقراطي حقيقي وحده الكفيل بتحديد المسؤوليات المختلفة وإقتراح موقف مشترك يمكن للجميع أن يتبناه.

4- ما الذي تعيبونه بالضبط على شعار “لا عسكرية ولا إسلامية”؟

4- هي ليست معاتبة بل مشكل مقاربة ، إذ أن هذا الشعار لم يظهر حتى الآن في الحراك بالجزائر ، فدور الجالية هو أن تدعم ثورة الابتسامة لا أن تفرض عليه مطالبها وأجنداتها السياسية ، هذا ما تم الاتفاق عليه خلال اللقاءات الأولى في فيفري 2019 بباريس، حيث اتفقنا على مبدأ دعم هذه الثورة وأن نكون سفراء لها في الخارج ، وهو ما يتطابق تماما مع أحد أهم قرارات مؤتمر الصومام: وهو أولوية الداخل على الخارج.

5- هل شعرتم أن هناك إرادة لدى ما يسمى بالتيار الإستئصالي لاستبعادكم تلقائيًا من النقاش السياسي حول الحراك ومن أي مبادرة مشتركة محتملة للخروج من الأزمة ، مثلما حدث مع الPAD “قطب البديل الديموقراطي” ؟

5- التيار الإستئصالي هو نقيض للحراك ، لذا فالرغبة في فرض هذا التيار كأحد أطراف الحراك هو برأيي قراءة خاطئة للأحداث التي هزت بلادنا منذ فيفري 2019 ، دون أن نقع في فخ الإقصاء، سؤالك يشير إلى مجتمع جزائري لا وجود له ، إن لم نقل أنهم قلة قليلة. فبالنسبة لـل PAD ، فمعظم التشكيلات السياسية المكونة لهذا القطب قد حققت تقدمًا كبيرا في مسألة الاستئصال والذاكرة ، لعلك لاحظت المشاكل الإدارية التي يواجهها الأرسيدي بزعامة محسن بلعباس، الذي يريد النظام أن يجعله يدفع ثمن مواقفه لعام 2019 والتي أعتبرها تقدمية وشجاعة مقارنة بسلفه على رأس الحزب ، علاوة على ذلك ، لم يتم إزعاجه أبدًا بهذا الشكل.

يحي مخيوبة

عضو المجلس الوطني لحركة رشاد