زيتوت لـ “قدس برس”: النظام الجزائري يدعي معاداة إسرائيل خشية الربيع العربي
أنباء عن أقمار اصطناعية إسرائيلية تراقب قواعد عسكرية جزائرية
قلل العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت من أهمية المعلومات التي نشرتها صحيفة /الخبر/ الجزائرية في عددها الصادر اليوم الخميس (15/3)، من أن إسرائيل حركت أحد أقمارها الاصطناعية المتخصصة في التجسس للعمل فوق تراب الجزائر. واعتبر ذلك “مجرد مناورة إعلامية لتضليل الرأي العام المحلي والعربي والإسلامي وإظهار النظام الجزائري، كما لو أنه يقف في معاداة إسرائيل لكسب التأييد الشعبي ووقاية نفسه هبوب رياح الربيع العربي”.
وأكد زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن النظام الجزائري أقرب إلى إسرائيل منه إلى معاداتها، وقال: “هذا النظام يتعامل مع إسرائيل سرًا منذ ما يقارب العشرين عامًا، وهذه العلاقات تم الإعلان عنها رسميا في المصافحة الشهيرة بين عبد العزيز بوتفليقة وإيهود باراك في جنازة الحسن الثاني بالمغرب سنة 1999، ولدينا معلومات مؤكدة عن لقاءات سرية حصلت بين قيادات جزائرية وإسرائيلية عامي 1994 و1995، ومن بين الذين شاركوا فيها وزير الخارجية آنذاك صالح دمبري، حيث أكد ممثلو النظام يومها أنهم يشتركون مع إسرائيل في محاربة عدو واحد هو الإرهاب الإسلامي. وتطورت العلاقات بشكل متواصل إلى أن أرسل النظام مجموعة مما سمي بـ “وفد الصحافيين والجامعيين الجزائريين إلى إسرائيل” في حزيران (يونيو) 2000، وقد صرح بعضهم بأنه كأمازيغي يشترك في الأصول مع إسرائيل، وبعد عودة الوفد تم تعيين أهم شخصية فيه وهي خالدة مسعودي في منصب الناطقة باسم الحكومة، ولازالت لحد اليوم وزيرة نافذة فيها”.
وأضاف: “ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، فهناك تعاون عسكري موثق بالصور لكبار قادة الجيش الجزائري مع قيادات في الجيش الإسرائيلي، بما فيهم قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري،في إطار الحلف الأطلسي، وكثير منها كان بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أضف إلى ذلك أن قوات من الجيش الجزائري تشارك بشكل دوري منذ 2005 في عملية تسمى “أكتيف إن دوفر” (operation active endeavor)، وهدفها مكافحة ما يسمى الإرهاب والجريمة في البحر الأبيض المتوسط، و هي مناورات عسكرية مع حلف شمال الأطلسي يشارك فيها أيضا الجيش الإسرائيلي، والجدير بالذكر أن السويد ترفض المشاركة فيها خشية من أن يكون الضباط الإسرائليون متورطين في جرائم حرب”.
واعتبر زيتوت أن هذه المعطيات تؤكد أن إسرائيل ليست عدوًا للنظام في الجزائر، وقال: “كل المعطيات السابقة التي ذكرتها وأخرى يضيق المجال لذكرها، بالإضافة إلى ما نقله موقع ويكيليكس عن رئيس النظام في الجزائر عبد العزيز بوتفليقة من أنه لو كان مثل مبارك لأخذ ذات الموقف من غزة، أي لأغلق معبر رفح، تؤكد زيف ادعاء العداوة بين إسرائيل والنظام الجزائري، بل إن النظام الجزائري أقرب إلى إسرائيل منه إلى عداوتها لأنهم في معركة واحدة كما قال ممثلو النظام الجزائري أنفسهم، وهي معركة ما يسمى بالحرب على الإرهاب”.
ورأى زيتوت أن إشارة بعض الصحف الجزائرية إلى تجسس إسرائيل على الجزائر “مناورة إعلامية لاستعطاف ود الشعب الجزائري خشية رياح الربيع العربي التي تدق أبواب الجزائر، وفي هذا الظرف الذي يسعون فيه لإقناع الجزائريين بكل الطرق للمشاركة في الانتخابات”ز
وأضاف: “المعلومات التي تنشرها باستمرار بعض الصحف، ومنها صحيفة /الخبر/ اليوم الخميس (15/3) عن وجود أقمار اصطناعية إسرائيلية تتجسس على الجزائر، لا غرابة فيها على الإطلاق، لأن إسرائيل تتجسس على أمريكا وعلى فرنسا وغيرهما من الدول، فالأصدقاء يتجسسون أيضًا على بعضهم البعض، وهذه بالمناسبة عملية تقوم به استخبارات العالم كلها، لكن الهدف من نشرها في وسائل الإعلام المقربة من النظام الجزائري، لا علاقة له بالحقيقة من قريب ولا من بعيد، لأن النظام الجزائري على علاقة طيبة بإسرائيل، وهو ينشر هذه المعلومات عبر صحفه لكسب ود الجزائريين الذين يقفون بشدة ضد إسرائيل، ويناصرون الفلسطينيين قلبا وقالبا، لا سيما بعد العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية العام 2008 ومطلع العام 2009، الذي تم نقله على الفضائيات مباشرة”، على حد تعبيره.
وكانت مصادر إعلامية جزائرية قد كشفت النقاب عن أن إسرائيل حركت أحد أقمارها الاصطناعية المتخصصة في التجسس للعمل فوق الجزائر، خلال العام 2010، في تطور مهم لنشاط إسرائيل المتواصل في التجسس على الجيش الجزائري، كما قالت.
وذكرت صحيفة /الخبر/ الجزائرية في عددها الصادر اليوم الخميس (15/3) أن المخابرات الإسرائيلية سربت صورًا لقواعد صواريخ أرض جو قرب العاصمة الجزائر، بها صواريخ روسية الصنع.
وأشارت الصحيفة إلى أن موقع الانترنت العسكري الشهير ”ديفونس إيبدات” نشر مجموعة من الصور التقطها قمر التجسس الإسرائيلي ”إيروس بي” لمنشآت عسكرية في العاصمة وبومرداس والبليدة، وصورا أخرى للقاعدة الجوية في أم البواقي. ونشر الموقع صورًا دقيقة لموقع قاعدة عسكرية في أولاد فايت وقاعدة ثانية في الرغاية شرقي العاصمة.
وأضافت الصحيفة: “كشفت الصور أن الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية عملت على تصوير المواقع العسكرية الجزائرية منذ العام 2006 على الأقل، وتابعت التغيرات فيها. وأبدى المحرر العسكري للموقع ”ديفونس إيبدات” إعجابه الشديد بمدى احترافية وحدات الدفاع الجوي الجزائرية التي نشرت صواريخ في محيط العاصمة الجزائر للدفاع عن المراكز الحكومية المهمة، مثل رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان، كما أشار التقرير إلى التقدم الكبير الذي حصل في قوات الدفاع الجوي الجزائرية”، على حد تعبير المصدر.
لندن / الجزائر ـ خدمة قدس برس