وثائق وحدة الدراسات

نشرية مدنية (ديسمبر 12/ 2020)

 تختم مدنية عام 2020 بباقة من أهم المقالات والمواضيع التي نشرتها منذ انطلاقها في شهر جوان الفارط. لقد ركزت مدنية في اعدادها الشهرية على أهم مطالب الثورة الشعبية وعلى رأسها تمدين الدولة الجزائرية والرقابة المدنية على القوات المسلحة وإصلاح المخابرات. كما تناولت مواضيع عن تداعيات تدخل الحكم العسكري في توجيه السياسات العمومية وتسيير شؤون البلاد، مثل سوء تسيير الازمة الصحية التي سببتها جائحة كورونا.

 لم تتخلف “مدنية” عن التطرق إلى قضية الاعتقالات التعسفية والمضايقات الأمنية التي يتعرض لها نشطاء الحراك الشعبي. وكذا أهم الأحداث التي شهدتها الساحة السياسية بالبلاد من سن قوانين جائرة تزيد في تقييد حريات الرأي والتعبير والتغييرات التي طالت تعديل الدستور، دون حوار مجتمعي او سياسي، وتمريره من خلال برلمان العصابة نفسه الذي مرر دساتير بوتفليقة.

ويا لسخريات القدر يجد العسكر أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الشعب من جديد بعد مرض واجهتهم المدنية التي يكابدون من أجل ترميمها. غياب عبد المجيد تبون بسبب مرضه وعلاجه بألمانيا منذ تاريخ 15 أكتوبر الفارط أعاد مأزق شغور منصب رئيس الجمهورية، تماما كما كان لسنوات مع بوتفليقة. يستمر النظام العسكراتي في صم آذانه عن مطالب الشعب وصوت الحكمة بالرغم من الاخطار المهددة لكيان الدولة من أزمة اقتصادية متفاقمة ومحيط إقليمي مضطرب وقطيعة شعبية جسدتها مقاطعة الشعب لعبثية استفتاء الدستور مطلع نوفمبر المنصرم.

ان حل معضلة الشرعية في الجزائر يبدأ بحوار جامع بمشاركة الجيش يفضي إلى مرحلة انتقالية حقيقية تؤسس لانتقال ديمقراطي توافقي لبناء دولة القانون تستمد مؤسساتها قوتها من الشرعية التي منحها الشعب إياها.

https://rachad.org/wp-content/uploads/2020/12/madania_12_2020.pdf