مقالات

اطمئنوا، رشاد تشرب من ماء صاف.

بقلم الدكتور رشيد زياني شريف.

رشاد حركة سياسية تقوم على مبادئ وقيم، يمكن للجميع الاطلاع على ميثاقها على موقعها وصفحتها، والتحقق منها والتيقن أنها وفية لها، وأن رشاد لا تسير في مهب الريح وتغير توجّهها لتركب موجة اللحظة، أو تدعم جانب الواقف، هذا ليس مسارنا ولا هي شيمنا.

رشاد ثابتة في معركتها المبدئية القِيَمية، ولا تُشخْصِنُها؛ عندما شنّ نظام قايد صالح حربًا ضد من أسمَوهم “زواف”، دافعت رشاد على لُحمة الجزائر ورفضت تخوين فئة من الشعب ظلمًا، وحاربت التقسيم العرقي الآثم.

وعندما استبدلت العصابة الحالية حربها، لتنتقل من حرب عرقية خسيسة، إلى تأجيج حرب أيديولوجية عفنة، لتفتيت الشعب، كما فعلت سابقتها، لتحقق نفس الهدف القاضي بطحن المواطنين في حروب لن تنتهي، وتحرف معركته من معركة شعب ضد الاستبداد، إلى معركة اقتتال الأشقاء، قالت رشاد واستمرت تقول، أن المعركة أوّلًا وأخيرًا وأساسًا، ضد الاستبداد والمستبدّين، وحذّرت مِن كل من يُقحم النعرات العرقية أو اللغوية أو الأيديولوجية، وبيّنت أنه ينهل من نفس المستنقع، الذي نهلت منه، منظومة التسلّط المتعاقبة منذ 1962 لإحكام قبضتها وسيطرتها على الشعب.

رشاد حدّدت الهدف: دولة مدنية، دولة الحق والقانون.

وحدّدت الوسيلة: نضال سلمي لن تحيد عنه.

وحدّدت الخطوط الحمراء التي تحافظ على الجميع: لحمة الشعب ووحدة الوطن، واحترام تنوّع الجزائريين، وحقّ الجميع، دون استثناء أو تمييز، في التعبير عن أرائه وقناعاته، بسلمية وشفافية واحترام.

وبهذا السلوك والقناعة الراسخة، فكّكت رشاد كل الألغام والمؤامرات، وفضحت كلّ الحِيَل، ووضعت الإصبع على الجرح بوعي ومسؤولية وقناعة، ولم تُخفِ أنها جزء من الشعب، لا أكثر ولا أقلّ، وتتضامن معه في مطالبه، لأنها تشعر بما يشعر به، تتألم لِمَا يتألم منه وتفرح لأفراحه، رشاد تقاسمه آلامه وآماله.

من أجل ذلك، تتحمّل رشاد كل الأذى، ولن تثنيها كلّ دسائس من ينهش لحمها. إننا تعتبر أكل جسدنا أهون من المساس بجسد البلاد، إننا نضحي من أجل أن تتعافى الجزائر وشعبها المكلوم الكريم، ولن نغير مبادئنا ولن نخطئ الهدف ولا الوسيلة، وسنظل نصدع بها: دولة مدنية، ونحرص على التغيير الشامل والنضال السلمي، الطريق الوحيد الكفيل بالتصدّي الفعّال والمجدي الذي لا مناص منه، ضد الاستبداد، السلاح الأنجع لإبطال سلاح إرهاب الدولة البوليسية؛ والدليل على فعالية هذا السبيل، أنه أقضّ مضجع كافة العصابات، كما نشهده من جنون وحقد وحرب هوجاء ضد كلّ من يحرص من الأحرار على هذا المسار التحرري.

فليقولوا فينا ما شاءوا، إننا نتبرّع لهم بأنفسنا، ولينشروا ما أرادوا من بهتان وافتراء. إنّ سهامهم، حتى وإن كانت مسمومة، نعتز بتلقيها ونضعها نياشين نزيّن بها صدورنا العارية؛ فليسلّوا سيوفهم، لن ينالوا منا لأننا لا نطمع في حطامهم ولا نخشى مكائدهم، فليركبوا خيولهم، لن نحيد الطريق ولن نغيّر سلاحنا، نُصرّ ونُلحّ ونستميت في مطلبنا، تغيير جذري سلمي، خذوها عنا أولى ومثنى وثلاث… إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.

رشيد زياني الشريف عضو المجلس الوطني لحركة رشاد